طرابلس- وكالات - يبدو ان ساعة الحسم قد دقت في ليبيا للتخلص من نظام العقيد معمر القذافي وتطهير البلد شبرا شبرا من الكتائب الموالية قبل نهاية رمضان، حيث أفادت مصادر الثوار امس أن عملية «فجر عروس البحر» الحاسمة لتحرير طرابلس انطلقت ليلة الجمعة، وشهدت العاصمة عمليات، أبرزها في محيط سجن بوسليم المركزي وفي شارع النصر.
واعتبر رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل ان نهاية القذافي باتت «قريبة جدا»، وانها ستكون بلا شك «مأساوية». وقال «لدينا اتصالات مع الحلقة الاولى للعقيد القذافي (...) وكل الامور تشير الى ان النهاية ستكون قريبة جدا بعون الله». واضاف «اذا كان القذافي يريد ترك السلطة فاننا نريد ان يعلن ذلك بنفسه (...) لكننا نعتقد انه لن يفعل».
كما أعلن الثوار أنهم باتوا يسيطرون على مدينة الزاوية (40 كيلومترا غرب طرابلس)، ولاحظ مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية أن الثوار سيطروا على مستشفى المدينة الذي كان آخر مبنى كبير تتمركز فيه قوات القذافي. وهتف الثوار «الزاوية تحررت»، بعد أن سيطروا على مستشفى المدينة الضخم الذي كان لا يزال يحمل صور الزعيم الليبي والأعلام الخضراء.
وكان الثوار قد أعلنوا في وقت سابق سيطرتهم على مدينة زليتن (150 كيلومترا إلى الشرق من طرابلس). كما أعلن الثوار أسر العقيد عمران علي بن سليم مسؤول الاستخبارات في المدينة.
وكانت المعارضة الليبية قد أعلنت السيطرة على مدينة البريقة النفطية الاستراتيجية بعد عدة أيام من المواجهات المسلحة مع القوات الموالية للقذافي. وفرضت المعارضة سيطرتها أيضا على مدينة صرمان الواقعة على طريق ساحلي استراتيجي يربط العاصمة الليبية مع الحدود التونسية. وفي طرابلس، جرى تدمير منزل صهر القذافي ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي في غارة شنها حلف الناتو، الذي نفى ان يكون السنوسي قتل في الغارة.
على جانب آخر، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة إنها تخطط لإجلاء آلاف الأجانب المقيمين في طرابلس. وقالت مراسلة بريطانية إنها شاهدت مائة سيارة على الأقل تقل عائلات، وهي تغادر العاصمة.
وقالت جميني باندا المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة إن هناك عملية لإجلاء آلاف العمال الأجانب غالبيتهم من المصريين محاصرين في طرابلس. وأضافت باندا «نبحث كل الخيارات المتاحة، لكن هذا سيتم عن طريق البحر على الارجح».وفي وقت لاحق قالت مصادر تونسية أن اشتباكات عنيفة بين القوات الليبية والجيش التونسي اندلعت عند الحدود.
انشقاق عبدالسلام جلود
على صعيد آخر، قالت مصادر بين الثوار في ليبيا، أن عبدالسلام جلود، أحد القيادات التاريخية وأحد المقربين السابقين من العقيد معمر القذافي، انشق عن النظام. وقال متحدث باسم المعارضة إن جلود، الرجل الثاني في ليبيا سابقا، لجأ إلى المنطقة التي يسيطر عليها الثوار في الجبال الغربية. وقال متحدث محلي باسم المعارضين، إن جلود موجود بالتأكيد في الزنتان. وأضاف أنه تحت سيطرة المجلس العسكري هناك. في حين ترددت معلومات عن وصول جلود إلى دولة اوروبية، وانه بصدد توجيه كلمة للشعب الليبي.
وأجمع المحللون السياسيون على أن انشقاق جلود يعد ضربة قاصمة للقذافي، حيث إنه كان المسؤول عن غالبية الملفات السياسية والأمنية والخارجية في نظام طرابلس.
وولد عبدالسلام جلود عام 1941، ومارس مهام رئيس الوزراء من 1972 إلى 1977. وكان من أبرز الشخصيات التي شاركت في ثورة الفاتح من سبتمبر 1969، والتي قادت القذافي إلى السلطة. وبعد خلافات مع القذافي تم استبعاده سنة 1990، وأبقي قيد الإقامة الجبرية لسنوات. وينتمي جلود إلى قبيلة المقارحة، ومعقلها صبحة وسط غرب البلاد، على غرار قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها القذافي.