دعا العقيد الليبي معمر القذافي أنصاره إلى مقاتلة من سماهم المتمردين وتحرير العاصمة طرابلس، فيما تقول بعض التقارير إن الثوار يحاصرون القذافي وعددا من أبنائه قرب مجمع باب العزيزية ويشتبكون مع فلول العقيد في حي بو سليم والطريق المؤدي إلى مطار طرابلس.
وحث القذافي -في رسالة صوتية أذاعتها قناة الرأي الفضائية التي تبث من سوريا- أنصاره على التصدي للثوار الذين تمكنوا أول أمس الثلاثاء من السيطرة على مقر العقيد في مجمع العزيزية بطرابلس.
وقال القذافي المتواري عن الأنظار "يجب المقاومة ضد الجرذان الأعداء الذين سيهزمون بالكفاح المسلح (..) لا تخشوهم أبدا واخشوا الله، اخرجوا حرروا طرابلس ودمروهم".
وأفاد مراسل الجزيرة في طرابلس عبد العظيم محمد بأن الثوار بدؤوا عملية لاقتحام منطقة بو سليم التي يعتقد أن سيف الإسلام القذافي يتحصن داخلها مع مجموعة من أنصاره.
وقبل ذلك أفادت وكالة رويترز بأن الثوار في ليبيا يحاصرون العقيد وعددا من أبنائه في أحد المباني قرب مجمع باب العزيزية، كما يحاصرون فلول كتائب القذافي في حي بو سليم ويفاوضونهم على الاستسلام تجنباً لوقوع أي أضرار للمدنيين.
لكن مراسل الجزيرة استبعد أن يكون القذافي في المنطقة المجاورة لمجمع باب العزيزية لأنها ذات طبيعة عشوائية ولا تخضع بشكل كامل لسيطرة كتائب القذافي، وقال إن أنباء وشائعات كثيرة تتواتر بشأن الوضع في مختلف أحياء العاصمة.
حصار واشتباكات
ونقلت رويترز عن بعض الثوار قولهم إنهم يحاصرون عمارات بالقرب من مجمع العزيزية الذي اقتحمه الثوار أول أمس الثلاثاء ويعتقدون أن القذافي وعددا من أبنائه يتحصنون في تلك البنايات.
وقد حصل تبادل كثيف لإطلاق النار في تلك المباني، وقال أحد الثوار إن القذافي وأبناءه يوجدون في مكان واحد وصفه "بالحفرة الصغيرة" وتوقع أن يتم اليوم إنهاء عملية ملاحقة القذافي.
وكان الثوار أعلنوا عن رصد مكافأة مالية بقيمة 1.7 مليون دولار لمن يقبض على العقيد القذافي حيا أو يقتله بعد السيطرة على مقره بباب العزيزية.
من جهة أخرى أفادت وكالة أنباء التضامن بأن الثوار يحاصرون حي بو سليم -المجاور لمجمع باب العزيزية والمعروف بكثافته السكانية العالية- من جميع المحاور بعد أن تحصنت داخله عناصر من كتائب القذافي.
وأضافت الوكالة أن هناك مفاوضات تجرى لخروج أهالي حي بو سليم الذين تحتجزهم كتائب القذافي وتستخدمهم كدروع بشرية في بعض الأحيان.
ونقلت الوكالة عن أحد المصادر أن كتائب القذافي تقوم بإخفاء الشاحنات التي تحمل صواريخ غراد بين البيوت والتي تقصف أحياء طرابلس المختلفة بين الحين والآخر.
وفي وقت سابق أفاد مراسل الجزيرة نت بأن بقايا كتائب القذافي تمكنت من قصف معسكر باب العزيزية وشارع الجمهورية وسط العاصمة بقذائف الهاون انطلاقا من حي بو سليم.
وقال المراسل إن منطقة بو سليم شهدت قتالا ضاريا أمس بين الثوار وعناصر من كتائب القذافي التي لجأت إليها بعد اقتحام الثوار مقر العقيد القذافي في باب العزيزية.
وتناثرت عشرات الجثث في ميادين وطرق المنطقة وسط تأكيد السكان أن بعض هذه الجثث لثوار أعدمتهم قوات القذافي بعد أن ألقت القبض عليهم في وقت سابق.
وعن الأوضاع خارج حي بو سليم قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن معظم شوارع العاصمة كانت خالية من المارة وأقام الثوار عددا من نقاط التفتيش كل بضع مئات من الأمتار. في حين ذكر مراسل وكالة رويترز أن أصوات الرصاص سمعت بمحيط فندق كرنيثيا وسط طرابلس حيث يقيم الصحفيون الأجانب حاليا.
وأضاف أن إطلاق النار سمع بعد وصول مجموعة مسلحة من الثوار إلى الفندق لتفتيش إحدى غرفه بعد أن تردد أن الساعدي -وهو أحد أبناء العقيد معمر القذافي- كان بداخلها.
السيطرة على ليبيا
وعن الوضع العام في البلاد أعلن الثوار بلسان المتحدث باسم اللجنة العسكرية لتوحيد الجبهات العقيد عبد الله أبو عفارة سيطرتهم على 90%إلى 95% من الأراضي الليبية.
وقالت وكالة أنباء التضامن إن الثوار لا يزالون في بن جواد (شرق) حيث يقومون بتمشيط المدينة وتعزيز موقعهم العسكري وذلك بعد تبادل إطلاق صواريخ ومدفعية.
في غضون ذلك ينتظر الثوار الرد من أعيان مدينة سرت الذين طلبوا مهلة للرد على المفاوضات التي جرت بينهم وبين الثوار.
في هذه الأثناء قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن القوات الموالية للقذافي تحاصر وتقصف مدينة زوارة (غربي ليبيا) التي يسيطر على وسطها الثوار، مع العلم أن هؤلاء طلبوا مساعدة المقاتلين في جبل نفوسة، كما أعلن مسؤول في صفوف الثوار الأربعاء.
وقال منسق التحركات العسكرية لمنطقة الزنتان العقيد عبدو سالم إن "الثوار يسيطرون على وسط زوارة -وهي بلدة ساحلية تربط طرابلس بالحدود التونسية- منذ ثلاثة أيام" ومنذ ذلك الوقت "تقصف القوات الموالية للقذافي المدينة".