بعدما خلف تسعة قتلى وادى الى إجلاء مليون ونصف مليون شخص، ضرب الإعصار ايرين نيويورك مساء أمس. وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ في مؤتمر صحافي إن "طرف الإعصار وصل الينا"، داعياً السكان الى ملازمة منازلهم. وتوقع بلومبرغ ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير خلال اليوم، ونصح سكان نيويورك بعدم الاقتراب من نوافذهم.
وتوقفت حركة المطارات ووسائل النقل العام في نيويورك لمواجهة الإعصار، وبدت المدينة اشبه بمدينة اشباح خصوصاً بعد اغلاق المطاعم في منهاتن وغادر السياح ساحة تايم سكوير. وتلقى 370 الف شخص أمر رئيس البلدية باخلاء المناطق التي ستتعرض للإعصار. وغادر بعض السكان المدينة فيما لجأ آخرون الى أقرباء أو توجهوا الى فنادق او لجأوا الى مئة مركز استقبال أقامتها البلدية.
وفي نيو جيرسي، تمّ إجلاء أكثر من مليون شخص من المناطق الساحلية، وفرغ القسم الأكبر من مدينة كاب ماي السياحية من السكان. وبلغ إعصار ايرين اليابسة في كارولاينا الشمالية مصحوباً برياح عاتية وأمطارغزيرة، متسبباً بانقطاع الكهرباء عن مئات آلاف الأميركيين. وقضى خمسة أشخاص في كارولاينا الشمالية واثنان في فرجينيا، احدهما فتى في الحادية عشرة من عمره جراء سقوط شجرة على المبنى الذي يقيم فيه، إضافة الى شخص في فلوريدا، وفق أجهزة الإغاثة.
ويتوقع أن يتجه ايرين الى واشنطن وبوسطن، وقد تصاحبه أمواج بارتفاع ما بين ثلاثة وأربعة أمتار، بحسب المركز الوطني للأعاصير.
وأعلن البيت الأبيض في بيان له، أن الرئيس باراك أوباما تشاور مع فريقه المكلف الحالات الطارئة والذي يضم نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو. وادى إغلاق المطارات الثلاثة في نيويورك وبينها مطار جون اف كينيدي الى فوضى عارمة مع الغاء آلاف الرحلات.
وتراجعت حركة السكة الحديد فيما تدفق سكان نيويورك والسياح أمس الى مراكز استقبال أقامتها البلدية. وتخشى السلطات الخسائر التي قد تتراوح قيمتها بين خمسة وعشرة مليار دولار وفق تقديرات الخبراء. وقال المتحدث باسم الأرصاد الجوية كريس فاكارو لفرانس برس "لم نشهد خطراً مماثلا لإعصار منذ عقود". وعلق فاكارو "ستكون نهاية أسبوع طويلة جداً بالنسبة الى سكان الساحل الشرقي".