توقع المجلس الوطني الانتقالي الليبي تحرير مدينة بني وليد آخر معاقل معمر القذافي خلال الساعات القادمة بعد ان دارت حولها اشتباكات ومعارك صغيرة بينما يواصل مسعاه لتأكيد السيطرة على جميع انحاء البلاد.وتضاربت الانذارات التي وجهها كل من الثوار والمجلس الانتقالي للمدينة حيث منحها المجلس اسبوعا بينما قال الثوار ان امام مناصري القذافي يوما واحدا للاستلام.
واعلن العديد من مسؤولي المجلس الانتقالي في الايام الاخيرة ان القذافي قد يكون مختبئا في بني وليد. لكن المقاتلين على الارض استبعدوا هذه الفرضية مؤكدين ان مقربين من الزعيم الليبي الفار بينهم نجله الساعدي موجودون في هذه المدينة.
واكد مسؤولون محليون في قوات المجلس الوطني الانتقالي ان مواجهات وقعت ليل السبت الاحد قرب بني وليد لكن لا معارك حتى الآن داخل المدينة الموالية للعقيد معمر القذافي.
وكان محمود عبد العزيز المتحدث باسم المجلس الانتقالي في موقع شيشان للمراقبة على بعد عشرات الكيلومترات من بني وليد اعلن عن هجوم على المدينة.
لكن موسى ابراهيم المتحدث باسم نظام القذافي نفى أن تكون بني وليد على وشك الاستسلام وأصر على ان زعماء القبائل هناك ما زالوا موالين للقذافي.
في هذا الوقت، دعا وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني المجتمع الدولي والنظام الجديد في ليبيا الى عدم تدمير كل بنية اجهزة الدولة كي لا يتم في ليبيا ارتكاب «الخطأ الفادح» نفسه الذي وقع في العراق. وقال الوزير الايطالي «اذا عمل شخص ما لحساب النظام ويديه غير ملطختين بالدم، فلماذا تدمير كل البنية، كل الجهاز الليبي كما فعلنا في العراق فارتكبنا خطأ فادحا ينبغي الا نكرر، الا نضاعف هذا الخطأ».واكد فراتيني مجددا ثقته في «القادة الفعليين لليبيا»، مصطفى عبد الجليل رئيس السلطة الليبية الجديدة ومحمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي، مشيرا الى انهما لم يكونا «مرتبطين جدا» بالنظام السابق «لانهما تركا معمرالقذافي منذ وقت طويل».واضاف فراتيني ان «النقطة المهمة جدا هي بذل الجهود لاستئصال اي محاولة تسلل لمنظمات متطرفة الى بنية حكومة ليبيا المستقبلية».
وأعلن مسؤولو المجلس الوطني الانتقالي خططا لوضع مقاتليهم المدججين بالسلاح تحت السيطرة ومحاولة دمج الالاف منهم في قوات الشرطة وايجاد وظائف لاخرين. وقال احمد دارات وزير الداخلية الليبي المؤقت ان المجلس لديه خطة لدمج ثلاثة الاف من المقاتلين في وزارة الداخلية وتدريبهم وتوظيفهم في اجهزة الامن الوطني. واضاف انه سيتم توفير وظائف للاخرين في الاعمال التجارية او البناء وسيسلمون اسلحتهم مشيرا الى ان الامر يحتاج الى وقت وتنظيم.
الى ذلك قالت صحيفة لوموند اليومية الفرنسية ان معارضا اسلاميا بارزا يتولى مسؤولية السيطرة على طرابلس منذ سقوط معمر القذافي نفى أي علاقة له بالقاعدة وقال انه تعرض للتعذيب على أيدي ضباط مخابرات امريكيين في عام 2004 .وعبر مسؤولون غربيون عن قلقهم من ان جزءا من مجموعات القتال التي ساعدت في الاطاحة بالقذافي هم متشددون اسلاميون او يتبعون القاعدة وقد يسعون الى اقامة حكم ديني متشدد في اعقابه.
وقال عبد الحكيم بلحاج الذي ساعد في قيادة مجموعة اسلامية حاربت بتعاون وثيق مع المجلس الوطني الانتقالي ان مجموعته ليست لديها النية للاستيلاء على السلطة وستدع الشعب الليبي يقرر شكل الحكم في فترة ما بعد القذافي.وقال أيضا انه تعرض للتعذيب على أيدي ضباط من وكالة المخابرات المركزية الامريكية « سي.اي.ايه» في بانكوك الذين اشتبهوا في انه عضو في القاعدة.وأقر بلحاج انه حارب في صفوف الجهاديين في القاعدة في افغانستان لكنه قال ان مجموعته الليبية لم تعتنق أبدا نفس عقائد اسامة بن لادن زعيم القاعدة.
بدوره يوجه اسماعيل الصلابي القائد العسكري النافذ في قوات الثوار الليبيين، سهام انتقاداته الحادة باتجاه قادة ليبيا الجدد، رافضا وصفه بالمتطرف رغم العلاقة التي تربط افرادا من عائلته بجماعة قريبة من تنظيم القاعدة. ويقود الصلابي وهو تاجر، فرع «كتيبة 17 فبراير» في بنغازي التي كان لمقاتليها وعددهم 3500 الدور الكبير في السيطرة على معقل الزعيم الفار معمر القذافي في طرابلس.
من جهة ثانية، اعلنت الحكومة الكوبية انها لا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي يشكل الهيئة السياسية للثوار الليبيين، مؤكدة انها تنتظر حكومة يتم تشكيلها في شكل «شرعي» و»من دون تدخل اجنبي».وقالت وزارة الخارجية الكوبية انها سحبت طاقمها الدبلوماسي من ليبيا حيث «ادى التدخل الاجنبي والاعتداء العسكري لحلف شمال الاطلسي الى تصعيد» النزاع، و»منع الشعب الليبي من ايجاد حل تفاوضي وسلمي» بين الثوار ونظام الزعيم الليبي الفار معمر القذافي.كما اعلنت كوريا الجنوبية اعادة فتح سفارتها في طرابلس هذا الأسبوع. من ناحية ثانية قالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان وثائق عثر عليها في مكتب رئيس المخابرات الليبي السابق في طرابلس تشير الى ان المخابرات الامريكية والبريطانية ساعدت الزعيم الليبي المخلوع على اضطهاد المعارضين الليبيين.وقالت المنظمة انها عثرت على مئات الرسائل المتبادلة بين المخابرات المركزية الامريكية /سي.اي.ايه/ والمخابرات البريطانية /ام اي 6/ وبين كوسا الذي يعيش حاليا في المنفى في لندن.
وذكرت تقارير صحفية في ألمانيا أن أجهزة الأمن الألمانية حصلت على معلومات من مخابرات العقيد الليبي معمر القذافي خلال حقبة التسعينيات.
وفي مقابلة مع صحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية قال بيرند شميدباور الذي كان يشغل منصب وزير دولة بدار المستشارية ومنسق لجهاز المخابرات في الفترة بين (1991 - 1998) إن هذه المعلومات كانت تتعلق في المقام الأول بمكافحة الإرهاب والمصالح الأمنية لألمانيا.