دان الأمين العام لـحزب الله اللبناني حسن نصر الله اختطاف لبنانيين بسوريا، وتعهد بالتعامل معه بمسؤولية كبيرة، وذلك بعد قطع محتجين في الضاحية الجنوبية ببيروت لعدد من الطرقات وإشعال إطارات السيارات، احتجاجا على ما قالوا إنه اختطاف الجيش السوري الحر لـ17 لبنانيا في سوريا كانوا عائدين من إيران.
وقد عاد الهدوء إلى الضاحية الجنوبية من بيروت بعد كلمة نصر الله التي دعا فيها أنصاره إلى عدم قطع الطرقات، والدعاء والاكتفاء بالدعاء للمختطفين، كما تعهد بالتعامل بمسؤولية كبيرة مع الحادث، وقال إن المختطفين أمانة في أعناقهم.
وقال حسن نصر الله في حديث لقناة المنار اللبنانية "باسم قيادتي حزب الله وحركة أمل نطالب جميع اللبنانيين بعدم قطع الطرقات"، وأضاف بأن قطع الطرقات وحرق الإطارات لا يخدم قضية اختطاف اللبنانيين في سوريا، مشيرا أن المختطفين "أمانة في أعناقنا".
وقال مدير مكتب الجزيرة في بيروت عياش دراجي إن المخطوفين تمكنوا من الاتصال بذويهم وقاموا بطمأنتهم، وأشار إلى أن دعوة حسن نصر الله بعدم قطع الطرقات لقيت استجابة من المواطنين في الضاحية.
وأفاد كذلك بأن الحكومة اللبنانية قامت بالاتصال بالجهات التي لها تأثير على الجيش السوري الحر لإطلاق سراح المختطفين، وكذلك قام رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري باتصالاته.
وكان لبنانيون غاضبون قد تجمعوا في الضاحية الجنوبية وأشعلوا النار في إطارات السيارات وقطعوا بعض الطرقات، محتجين على ما قالوا إنه اختطاف الجيش السوري الحر في حلب لذويهم العائدين من زيارة لأماكن مقدسة في إيران.
وطالب أهالي المخطوفين الدولة اللبنانية بالتحرك سريعا لإطلاق سراح ذويهم. وذكر مراسل الجزيرة أنه تم قطع طريق "المطار-الرسول الأعظم" وبعض الطرقات الأخرى أمام حركة المرور.
وقال أقرباء المختطفين الذين تجمعوا للاحتجاج في الضاحية إن "عناصر من الجيش السوري الحر في محافظة حلب خطفوا عددا من اللبنانيين أثناء عودتهم في حافلات من زيارة لأماكن مقدسة في إيران".
وقال أحد المشاركين في الاحتجاج، رافضا الكشف عن اسمه، إن زوجي شقيقتيه "أوقفا مع عائلتيهما أثناء عودتهم من إيران في حلب، وتم الإفراج عن النساء اللواتي كن في الحافلة، في حين احتجز الرجال".
إطلاق المولوي
من جهة ثانية، أخلى قاضي التحقيق العسكري في بيروت اليوم سبيل الشاب شادي المولوي الذي أوقف قبل أسبوع بشبهة الانتماء إلى ما وصف بتنظيم إرهابي مسلح، وتم إخلاء سبيله مقابل كفالة مالية.
وقد وصل المولوي بسيارة وزير المال محمد الصفدي إلى مدينته طرابلس حيث استقبله ذووه ومناصرون للتيارات الإسلامية، واستقبله في وقت لاحق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وكان اعتقال المولوي بعد استدراجه إلى مكتب وزير المال فجّر احتجاجات عارمة في طرابلس والشمال.
وقال شادي المولوي بعد إطلاق سراحه إن اعتقاله تم بناء على المعلومات التي قدمها الأمن اللبناني بعد اختراق موقعه على الفيسبوك، ورصد محادثات مع أصدقائه عبر خلالها عن تضامنه مع الثورة السورية ومع المعتقلين الإسلاميين في سجن روميه.
برقية سعودية
من جهة أخرى، بعث الملك السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز برقية إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، حذر فيها من فتنة طائفية تعيد لبنان إلى شبح الحرب الأهلية. وقال الملك عبد الله إن بلاده تتابع بقلق تطورات أحداث طرابلس بسبب استهدافها لأحد الطوائف الرئيسية.
وأشار الملك السعودي إلى أن جهود المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي تظل قاصرة إن لم تستجب الأطراف اللبنانية لها، وتغلب مصلحة الوطن ولا تخدم مصالح أطراف خارجية لا تريد الخير للبنان ولا المنطقة العربية عموما، على حد قوله.
وقال الملك عبد الله إنه يتطلع إلى حكمة الرئيس اللبناني في محاولة التدخل لإنهاء الأزمة وحرصه على النأي بالساحة اللبنانية عن الصراعات الخارجية وخصوصا الأزمة السورية.
المصدر:الجزيرة + وكالات