اسمه ونسبه : هو الشيخ علي بن عبد الله بن صالح بن علي جابر السعيدي اليافعي الحميري القحطاني، يعود في نسبه إلى قبيلة (آل علي جابر ) اليافعيين الذين استوطنوا منطقة (خشام) في حضرموت، ومنها انتقل والده عبد الله بن صالح بن علي جابر إلى جدة بالحجاز واستقر فيها .
نشأته وحفظه للقرآن الكريم : ولد الشيخ علي جابر في مدينة جدة في شهر ذي الحجة عام 1373هـ، وعند بلوغ الشيخ الخامسة من عمره انتقل إلى المدينة المنورة مع والديه لتكون مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم مقر إقامته برفقة والديه، وأتم حفظ القرآن الكريم في الخامسة عشر من عمره، درس الشيخ المرحلتين الابتدائية والمتوسطة بمدرسة دار الحديث بالمدينة المنورة ،ودرس المرحلة الثانوية بالمعهد الثانوي التابع للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ،ودرس المرحلة الجامعية بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وتخرج فيها عام 95/1396هـ بدرجة امتياز، ثم التحق الشيخ بالمعهد العالي للقضاء عام 96/1397هـ وأكمل به السنة المنهجية للماجستير، ثم أعدّ الأطروحة وكانت عن ( فقه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وأثره في مدرسة المدينة )، ونوقشت الرسالة عام 1400هـ وحصل على درجة الماجستير بامتياز، وبعد انقطاع طويل عن إكمال الدراسات العليا قدّم الشيخ أطروحته في الفقه المقارن لنيل درجة الدكتوراه في رسالته بعنوان
فقه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق موازناً بفقه أشهر المجتهدين ) التي نوقشت في الثاني والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1407هـ وحصل بموجبها على مرتبة الشرف الأولى.
أبرز المشائخ الذين تلقى عنهم: تلقّى الشيخ العلم على يد ثلّة من العلماء في المدينة، كان من أبرزهم : سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – عندما كان رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة، والشيخ محمد المختار بن أحمد الجكني الشنقيطي – رحمه الله – المدرس بالمسجد النبوي سابقاً، وهو والد الشيخ الفقيه الدكتور محمد بن محمد المختار الشنقيطي المدرس حالياً بالمسجد النبوي الشريف، كما قرأ الشيخ القرآن على نخبة من المشايخ المجودين في المسجد النبوي الشريف منهم الشيخ خليل قاري والشيخ رحمة الله بن عبدالرحمن والشيخ بشير محمد صديق وغيرهم .
المناصب التي تولّاها الشيخ : بعد تفوق الشيخ وحصوله على درجة الماجستير رشح للقضاء من سماحة الشيخ عبدالله بن حميد - رحمه الله - الذي كان رئيساً لمجلس القضاء الأعلى في ذلك الوقت، لكنّه طالب بإعفائه من هذا المنصب، فتمّ تعيينه مفتشاً إدارياً بوزارة العدل، وبعد ذلك تمّ إخلاء طرفه من وزارة العدل وتعيينه محاضراً بالمدينة بأمر الملك خالد عام 1401 م، وفي ذلك العام تحديداً بدأت صار الشيخ إماماً رسمياً بالمسجد الحرام يؤم الناس بصوته الشجي، واستمرّ حتى العام الذي توفي فيه الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- .، ولظروف خاصّة طلب الشيخ الإعفاء من الإمامة بالمسجد الحرام ليرجع إلى عمله بالمدينة النبوية.
وبعد ذلك عاد الشيخ إلى المدينة النبوية مجدداً ليمارس عمله محاضراً في قسم الدراسات الإسلامية واللغة العربية بكلية التربية بفرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة ،وفي نفس العام ابتعثته الجامعة لدراسة اللغة الإنجليزية في كندا فمكث فيها ثمانية أشهر وسجل فيها مصحفه المرتل الذي يذاع حالياً في إذاعة القرآن الكريم .
ثم رجع إلى المملكة في شهر ربيع الأول عام 1404هـ وتوجه إلى المدينة المنورة واستمر في عمله محاضراً بكلية التربية، وكان يصلي بالناس في رمضان ببعض مساجد المدينة النبوية .
وفي مطلع رمضان عام 1406هـ وبأمر من الأمير سلطان بن عبدالعزيز – حفظه الله – توجه الشيخ إلى مكة المكرمة ليصلي بالناس مجدداً في المسجد الحرام صلاة القيام في شهر رمضان من ذلك العام – كإمام مكلف لصلاة القيام في شهر رمضان -، واستمرّ على ذلك حتى عام 1410 هـ، وفي تلك الأثناء كان الشيخ أستاذاً للفقه المقارن بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
وفـاتـه :توفي رحمه الله مساء يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر ذي القعدة 1426هـ في مدينة جدة بعدما عانى كثيراً من المرض كونه أجرى عملية جراحية للتخلص من الوزن الزائد رجعت بآثار سلبية ومضاعفات على صحته مما استدعى مراجعته للمستشفى شهوراً طويلة ودخوله مراراً لغرفة العناية المركزة ، حتى وافته المنيّة يوم الخميس الثالث عشر من شهر ذي القعدة عام 1426هـ، وصلّى عليه الشيخ صالح آل طالب ودفن في مقبرة ( الشرائع ) بمكة المكرمة ، فرحمه الله رحمة واسعة .