المصدر: هنادي أبونعمة - دبي التاريخ: 23 فبراير 2011
الدموع تنهمر على وجنتي متظاهرة ليبية خلال تظاهرة احتجاجية ضد النظام الليبي في باريس أمس. أ.ف.ب
أعرب ليبيون مقيمون في الامارات عن صدمتهم من هول ما شاهدوه عبر محطات التلفزيون العالمية للمجازر التي تشهدها بلادهم بسبب مواجهة السلطات الليبية «بالبطش» للاحتجاجات السلمية التي انطلـقت في ليـبيا منـذ نحـو اسبوع، مشيرين إلى انهم يحاولون بشتى السبل التواصل مع ذويهم للاطمئنان عليهم، وتوصيل المساعدات الطبية والغذائية اللازمة التي قالوا إنهم في أمس الحاجة اليها الان.
وتشهد ليبيا منذ 17 فبراير الجاري تظاهرات حاشدة تدعو لتنحي الرئيس معمر القذافي الذي يتولى الحكم في البلاد منذ 41 عاما، لكن السلطات الليبية واجهت التظاهرات بالقوة واستخدمت الطائرات ضد المتظاهرين.
ونقلت محطات تلفزيون صورا وصفت بالمروعة لجثث تفحمت بالكامل، قبل ان يظهر الزعيم الليبي عبر التلفزيون الرسمي ليلقي خطابا.
واعتبر عميد كلية دبي للإدارة الحكومية الدكتور طارق يوسف ان «أرواح الضحايا والشهداء الذين سقطوا بمجازر النظام الليبي هي فاتورة الدم التي يدفعها كل شعب يقرر نيل حريته».
وقال إن «النظام الليبي إن جاز ان يطلق عليه نظام يخوض معركة بقاء وجد نفسه فيها يتهاوى ويتساقط، فما كان منه الا ان يستشرس ويستميت مدافعا عن زيف نظامه لآخر رمق».
وأضاف يوسف أن اصطفاف الشعب من مشرق البلاد الى مغربها وانضمام عسكريين ودبلوماسيين وأصحاب نفوذ وكل ابناء الجالية في الخارج الى خندق الدفاع عن الوطن في وجه النظام الدموي هو «مؤشر إلى اجماع الشعب الليبي على محاربة النظام في معركته لنصرة الوطن وقضية الحرية».
وعن امكانية اتصاله بذويه قال ان ذلك يتم عبر بعض الخطوط الأرضية التي تعمل احيانا في بعض المدن، لافتا إلى ان المدن الليبية متاخمة لبعضها بعضا، ما يسمح احيانا بالتواصل.
وأضاف ان إرسال رسائل صوتية من التليفون عبر موقع «توتير»، هو من اكثر الوسائل المستخدمة حاليا بفاعلية، وإن كانت الرسائل تصل متأخرة.
وأكد ان المعلومات التي تفد من ليبيا تـؤكد وجود المراسلين الصحافيين من مختـلف الوسائل الاعلامية العربية والأجنبية في الداخل بعد ان تمكنوا من الدخول عبر المنافذ الدولية بمساعدة منظمات الاغاثة والمنظمات الاهلية، مشيرا إلى انهم يملكون تقنيات اتصال متقدمة تمكنهم من نقل الاخبار، وإن كانت مسجلة أو متأخرة بعض الشيء كما انهم يساعدون الاهالي في توصيل رسائلهم والتواصل مع الخارج.
وأضاف يوسف أن اهم ما يمكن تقديمه للشعب الليبي الذي يخوض معركة غير متكافئة مع النظام، هو ايصال رسائل لهم عبر كل الوسائل تدحض الاكاذيب التي يروج لها النظام، ويطمئنهم ويدعوهم الى عدم الخوف من الشائعات التي يطلقها النظام.
وتابع «نقول لهم إن المخاوف من تراجع البلاد ليست صحيحة، وإن الشعب بكسبه معركة الحرية سيكسب معركة الحياة من اجل مستقبل أجمل وأبهى».
وقال يوسف إنه لم يشعر طوال السنوات الـ40 الماضية أو يلمح في صوت وعيون أفراد عائلته وأصدقائه وأقربائه والجالية ما يراه اليوم من بريق أمل وإرادة وعزيمة وحلم بغد أحلى، مضيفا أن الشعب الليبي يعيد اليوم تشكيل حياته وآماله وطموحه وتمسكه بوطنه.
وذكر أن إحدى وسائل الدعم يقدمها زملاء وأصدقاء تركوا مواقع إقامتهم في أوروبا والولايات المتحدة واتجهوا الى الحدود المصرية والتونسية وبعضهم دخل فعلا ليقدم الدعم والعون الى ابناء الشعب، الذين يواجهون معركة مع النظام، مؤكدا ان هناك معونات طبية وغذائية تدخل عبر هؤلاء الذين اتجهوا إلى الحدود.
واعتبر محمد المحيسين ان ما يحدث في ليبيا نموذج مكرر لما حصل في صبرا وشاتيلا، إذ إنها مجزرة وعملية إبادة لشعب أعزل.
وقال ان القذافي يريد ان يحرق ليبيا قبل ان يحاكم، معتبرا انه لا توجد مبادرات جادة وحقيقية دولية لمساعدة الشعب الليبي وحمايته من عمليات الابادة، مؤكدا أن ما بثته محطات التلفزيون من صور للمذابح كان مروعا بكل معنى الكلمة.
ولفت إلى أن الخطوط الأرضية والمتحركة كلها مقطوعة في المناطق التي يقطن فيها أهله وأقرباؤه، وأنه لم يتحدث الى اهله منذ الساعة الرابعة فجر يوم أمس، وأنه قلق عليهم جدا، لاسيما أن آخر اتصال معهم أبلغوه فيه بأنه لا توجد كهرباء ولا غذاء ولا أي نوع من الخدمات.
وأعرب عن خشيته حدوث مجاعة في حال استمرت الحال على ما هي عليه، وقال إن الوضع خطير في طرابلس التي ينتشر فيها مرتزقة النظام، مشيرا إلى ان القذافي لن يتورع عن قتل الشعب بأكمله.
وقال المحيسين ان هتلر النازي نفذ مجازر ضد جيوش ولكن هذه أول مرة ينفذ فيها جيش مجزرة ضد شعبه، منددا بالقذافي الذي ينفذ مجزرة كبرى ليبقى على رأس السلطة، ويبقى على كرسي الحكم.
وناشد المحيسين جميع السفراء والممـثلين الليبـيين في الخـارج ان يسـتقيلوا ويقفوا مع الشعب، وإلا فإنهم سيتعرضون للمحاكمة، بعد سقوط النظام الذي اعتبر أنه ساقط لا محالة، مؤكدا أن «الوضع سيئ جدا والمجازر لم يحدث مثلها في تلك البلاد».
وقال رمضان بن عامر إن ما يرتكبه القذافي من جرائم مروعة هدفها التشبث بالكرسي والسلطة، علما بأنه كان يكذب على الشعب ويقول إن السلطة والثروة سلاح بيد الشعب، متسائلا: لماذا لا يترك كرسيه بدلا من أن يبيد الشعب ما دامت السلطة والثروة هي بيد الشعب.
وأشار إلى ان عددا من الجالية الليبية في الامارات زاروا القنصلية الليبية في دبي وعـبروا عن مشاعر الغضب لما يحدث، مشيرا إلى ان الموظفين الحكوميين في السفارة اعـربوا عن تفهمهم وتضامنهم معهم.
وأضاف أن مجموعة من ابناء الجالية نادت لجمع التبرعات والمعونات الطبية، وأرسلوها إلى مصر، ويحاولون توزيعها في المنطقة الشرقية من ليبيا على أن يتمكنوا من فعل الأمر نفسه في المنطقة الغربية من ليبيا عبر تونس.
وأكد أن الاتصالات جارية مع الهلال الأحمر الإماراتي، لتقديم العون والدعم لليبيين المحاصرين في ليبيا.