أحمد عطا -
أعلنت الأمم المتحدة أمس عن تعرض جنوب الصومال إلى «مجاعة»، نتيجة أسوأ موجة جفاف تضرب منطقة القرن الأفريقى منذ 60 عاما، ووجهت نداء عاجلا إلى المجتمع الدولى لسرعة تقديم مساعدات الإغاثة لسكان المناطق المنكوبة.
وذكرت المنظمة الدولية إن موجة الجفاف دفعت عشرات الآلاف إلى النزوح، سيرا على أقدامهم ولعدة أيام، إلى دول مجاورة، بحثا عن مصدر للغذاء. وقال منسق الشئون الإنسانية للمنظمة فى الصومال مارك بودين إن «ما يقرب من نصف سكان الصومال (نحو 3.7 مليون شخص) يعيشون الآن ظروفا مأساوية، بينهم نحو 2.8 مليون شخص فى الجنوب». وأعلنت الأمم المتحدة منطقتى «جنوب باكول» و«لاور شبيلى» منكوبتين بـ«المجاعة»، وحذرت من أن خطر المجاعة قد يهدد مناطق أخرى فى الدولة العربية التى تعانى فوضى عارمة، نتيجة عدم وجود حكومة مركزية، منذ سقوط نظام محمد سياد برى عام 1991.
من جانبه، قال رئيس الصحة العامة فى المفوضية العليا لشئون اللاجئين بول سبيجل إن الأوضاع فى مخيم «دولو أدو» بإثيوبيا «مزرية للغاية»، حيث ترتفع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، مع ارتفاع الوفيات جراء ذلك.
وفى اتصال هاتفى مع «الشروق» من العاصمة مقديشو، قال الصحفى الصومالى على الحلنى إن المناطق الحدودية بين الصومال وكينيا هى الأكثر تضررا من الجفاف، وضرب مثالا على عمق الكارثة بأن مخيم «داداب» للاجئين الحدودى أنشئ عام 1991 ليستوعب 90 الف لاجئ بينما وصل العدد فيه الآن إلى أكثر من نصف مليون.
أما نائب المدير الإقليمى للمفوضية، رءوف مازو، فقال إنه لا توجد موارد كافية للاستجابة للاحتياجات، مضيفا أن النداء الذى أطلق الأسبوع الماضى للمطالبة بمبلغ 136 مليون دولار، لم تتجاوز الاستجابة له 17% حتى الآن.
وأشار الحلنى إلى أن ما يزيد المشكلة تعقيدا هو سلوك حركة شباب المجاهدين، الموالية للقاعدة والتى تسيطر على جنوبى البلاد، حيث منعت معظم المنظمات الإغاثية من العمل بدعوى انها «كافرة»، وهو ما فاقم الأزمة فى الصومال.
واستدرك: «لكن الحركة الإرهابية أعادت النظر فى قرار المنع وأعلنت قبل يومين أنها ستسمح للمنظمات بالعمل مجددا، وذلك بعدما هرب كثير من السكان إلى المناطق الحدودية بحثا عن الطعام، وهو ما يعرض موقف الحركة السياسى للخطر». ويفر 4000 شخص من الصومال كل يوم هربا من الجوع والعنف، بحسب الأمم المتحدة.
على الصعيد الحكومى، ذكر الحلنى أن الحكومة فى مقديشو أقامت مخيمات للفارين من الجنوب لكن ضمن حدود إمكاناتها الضعيفة. واتهمت منظمة أوكسفام أمس حكومات أوروبية «بالإهمال المتعمد» مع تسبب نقص فى المعونات قيمته 800 مليون دولار فى بطء الاستجابة الدولية لأزمة الجفاف التى تضرب منطقة القرن الأفريقى.
وقالت المنظمة الخيرية البريطانية إنه لم يتم تدبير سوى 200 مليون دولار من الأموال المطلوبة لتجنب كارثة إنسانية فى المنطقة.