كتبهاالدكتور :عماد صالح ، في 20 تشرين الأول 2006 الساعة: 23:41 م
1. الصبر :-
العملية التعليمية صعبة وشاقة وتحتاج إلى قوة تحمل عالية وعلى مدرس التربية الإسلامية أن يضرب المثل الأعلى في الصبر والتحمل مثله الأعلى في ذلك وقدوته رسول الله r ، الذي تحمل المشاق والصعوبات والإيذاء في تبليغ الدعوة ،وهو مع ذلك لم يتراجع ولم يهن أو يتضجر وإنما كان صابرا محتسبا ، وليتذكر دائما أنه يحمل رسالة سامية يوصلها لطلابه وله عليها الأجر العظيم عند الله 0قال تعالى " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "([1]) وقال رسول الله r " والصلاة نور ،والصدقة برهان ، والصبر ضياء "([2])
2. الأمــــــــانة:-
من الخصال التي دعا إليها الإسلام الحنيف ، والتي يتوجب على ملم التربية الإسلامية الالتزام بها ، بل ويجب عليه أن يكون مثالا يحتذي بها ، ومن الأمانة أن يكون المعلم أمينا على عمله الذي يقوم به ،فيعد دروسه إعدادا سليما ، ويحرص على وقت تلاميذه ، وأن يكون أمينا في توصيل المعلومات لطلابه ،ولا يخجل من قول كلمة الحق ، ,أن يتصف بالأمانة العلمية فينسب الأمور والوقائع والأحداث لأصحابها ، قال تعالى : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " ([3]) وقال رسول الله r " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ،وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان "([4])
3. حب المهنة والانتمــــــــــاء إليها :-
على مدرس التربية الإسلامية أن يكون محبا لمهنته راغبا فيها ، سعيدا في عمله بعيدا عن التضجر والتذمر يسعى إلى تنزيه مهنته وصيانتها عن دنيء المفاسد ،لا يتخذ علمه سلما يتوصل من خلاله إلى الأعراض الدنيوية من جاه أو مال أو سلطان أو سمعة أو شهرة أو خدمة أو تقدم على أقرانه ، وتنوه عن الطمع في رفق من طلبته بمال أ,خدمة أو غيرها بسبب اشتغالهم عليه وترددهم إليه " ([5])
4. سعة الأفــــــــق والاطـــــلاع :-
هذه الصفة تتطلب من معلم التربية الإسلامية أن يواظب على المطالعة والبحث وأن يشارك في الندوات والمؤتمرات العلمية والتربوية ، بما ينمي معارفه وقدراته ويوسع مداركه ويعمق نظرته للأمور ، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان المعلم واسع المعرفة ، على دراية بتخصصه العلمي، مطلعا على العلوم الأخرى ، وعلى دراية بالقضايا المعاصرة ، والمشكلات المستجدة 0([6])
5. الثقافــــــة الشرعية الواسعـة:-
معلم التربية الإسلامية محط أنظار الطلاب والمعلمين في المدرسة وهو بمثابة المفتي لهم ، فكل من تصادفه مشكلة يتوجه بها إلى مدرس التربية الإسلامية ، فهذا يريد فتوى شرعية ، وهذا يريد تفسير آية قرآنية ، وهذا يريد معنى حديث شريف ، وذاك يريد حكم تجويد 000 الخ كل هذا لثقتهم بمدرس التربية الإسلامية ، فعليه أن يكون عند حسن ظنهم فيكثر من المطالعة في كتب الفقه والتفسير والحديث والتجويد والثقافة العامة 0
6. عارف بطبيعــــــة المتعلــــم :-
على المعلم أن يعرف أن لكل متعلم قدرات واستعدادات خاصة تختلف عن الآخرين ، وعليه أن يتعامل معه على هذا الأساس ، قال رسول الله r " نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن ننزل الناس منازلهم ونكلمهم على قدر عقولهم 0"([7]) ولا شك أن معرفة طبيعة المتعلمين تتطلب مهارات ومعايير معينة ، ويتطلب من المعلم فراسة وذكاء يميز من خلالهما قدرات المتعلم وإمكاناته ، ويتطلب منه معرفة ببعض القضايا التربوية ، حتى يستطيع إعطاء الطالب ما يستحق ، ولا بد هنا من تعريف الطالب بمستواه وإمكانياته وأنه إن طلب أكثر من طاقته فإن ذلك يضره ولا ينفعه 0
7. صائن لعلمـــه ونفسه عن المفاسد :-
معلم التربية الإسلامية كالثوب الأبيض الناصع أي شيء من الغبار يمسه يظهر فيه ، فغليه أن يحافظ على نفسه ويصونها من الوقوع في الشبهات ، ويبدأ ذلك بأن يترفع المعلم عن دنيء المكاسب ورذيلها طبعا ، وعن مكروهها شرعا ، ويتجنب مواضع التهم ، ولا يفعل شيئا يتعين نقص مروءة ، أو ما يستنكر ظاهرا وإن كان جائزا باطنا ، فإنه يعرض نفسه للتهمة وعرضه للوقيعة ويوقع الناس في الظنون المكروهه0([8]) وتبدو هذه الصيانة للمعلم من خلال علاقته بالمتعلمين حين يصون نفسه عن الطمع في طلبته بمال أو خدمة أو غيره بسبب اشتغالهم عليه وترددهم إليه([9]) .
8. نـاصح للمتعلمـــــين رفيق بهـــم :-
معلم التربية الإسلامية قائد تربوي في مدرسته ، يلجأ إليه الطلبة – كما أسلفنا – في كل شيء ، فعليه أن يكون مستعدا لتقديم النصح والإرشاد لطلابه في كل وقت وفي كل حين ، وأن لا يبخل عليهم بذلك ، وأن يكون مستشارا أمينا في نصحه وإرشاده رفيقا بمن يطلب منه النصح والتوجيه .
9. حســن في المظــــــــــهر العـــام :-
الإسلام يحث على النظافة ويدعو إليها ، ومعلم التربية الإسلامية مطالب أن يكون قدوة للطلاب والمعلمين في هيئته ومظهره ولباسه ، ولذلك وجب عليه أن يهتم بمظهره ولباسه ، فيكون دائما نظيف الثياب ، مرتب الهندام ، جميل الشكل ،يبتعد عن الثياب التي لا تليق به ،خاصة الثياب المزركشة والفاقعة الألوان الغريبة الشكل ، ولا يقلد الكفار في ملابسه أو شكله ، ومن السنة أن يستخدم المسلم الطيب إذا استطاع ، قال رسول الله r " من عرض عليه طيب فلا يرده ، فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة "([11])
وهنا أحب أن أشير بملاحظة لمعلمة التربية الإسلامية حيث أن التزامها باللباس الشرعي الصحيح أمر مهم جدا فهي قدوة لطالباتها فلتحذر من الزينة غير المشروعة ومن تقليد الكوافر من النساء بزينة أو لباس أو تطويل أظافر ….الخ 0
وختامــــا أقول إن معلم ومعلمة التربية الإسلامية قدوة لطلابهما بل ولزملائهما من المعلمين والمعلمات وأي خروج لهما عن المألوف يحسب عليهما ويكون له أثرا سلبيا على طلابهما فيكونا قدوة سيئة بدلا من أن يكونا قدوة صالحة وعندها تكون الطامة الكبرى . فعليهما مراعاة ذلك وأخذه بعين الاعتبار.
- سورة الزمر الآية ( 10)
6- رواه مسلم في صحيحه
7- سورة النساء الآية (58)
8- رواه البخاري ومسلم
9- ابن جماعة ، تذكرة السامع ، ص (19)
1- عبد الرحمن صالح عبد الله ، المرجع في تدريس علوم الشريعة ، ص (334)
7- رواه أبو داود من حديث عائشة
3- ابن جماعة ، تذكرة السامع ، ص ( 19-20)
4- محمد منير سعد الدين ، المدرسة الإسلامية ص (141)
3- ( ايرل بولياس،جيمس يونغ) ، المعلم أمة في واحد ص ( 76)
4 - رواه النسائي ، كتاب الزينة