انتقدت ليبيا قرار بريطانيا الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي واعتبرته عملا غير شرعي، وبينما انتقدت لندن ظهور المقرحي على التلفزيون الليبي الرسمي، أعلنت الجزائر ضبط أسلحة ليبية مهربة.
فقد وصف خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي الأربعاء اعتراف بريطانيا بـالمجلس الوطني الانتقالي الليبي وطرد دبلوماسيي بلاده من لندن بأنه غير مسؤول وغير شرعي.
وقال كعيم في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس إن قرار لندن يعد انتهاكا للقوانين البريطانية والدولية، مضيفا أن ليبيا ستتخذ التدابير اللازمة أمام المحاكم البريطانية والدولية للتصدي للقرار البريطاني.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد أعلن في مؤتمر صحفي الأربعاء اعتراف لندن رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي، وطرد الدبلوماسيين الليبيين التابعين لنظام العقيد معمر القذافي لفقدانهم الصفة القانونية التي تخولهم البقاء في بريطانيا.
كما أعلن هيغ أن بريطانيا أفرجت أيضا عن 91 مليون جنيه إسترليني من أصول شركة الخليج العربي للنفط المجمدة في بريطانيا، داعيا في الوقت نفسه إلى تعيين مبعوث دبلوماسي ليبي جديد يعكس الشرعية المتزايدة للمجلس الانتقالي.
المقرحي
وحمل هيغ بشدة على ظهور الليبي المدان بتفجير طائرة لوكربي عبد الباسط المقرحي على التلفزيون الليبي، واعتبر أن ذلك سيفاقم الغضب من قرار إخلاء سبيله من سجنه الأسكتلندي، مشيرا إلى أن هذا التصرف "يذكر بالخطأ الأساسي الذي ارتكبته الحكومة الأسكتلندية حين قررت إخلاء سبيله" قبل عامين.
وفي معرض رده على تصريحات هيغ، قال وزير العدل الأسكتلندي كيني مكاسكيل إن على بريطانيا أن تجيب على الكثير من الأسئلة التي تتعلق بالدوافع والأسباب التي تقف وراء "استمالة نظام طاغية شرير مثل العقيد القذافي"، على حد تعبيره.
وكان المقرحي قد ظهر الأربعاء في لقطات بثتها التلفزيون الليبي للمرة الأولى منذ حوالي عامين خلال اجتماع لقبيلته لدعم نظام معمر القذافي.
يشار إلى أن وزير العدل الأسكتلندي أخلى سبيل المقرحي يوم 20 أغسطس/آب 2009 لأسباب إنسانية نتيجة إصابته بسرطان البروستات وسمح له بالعودة إلى ليبيا بعدما أمضى ثماني سنوات من حكم بـالسجن مدى الحياة صدر بحقه عام 2001 عقب إدانته بتفجير طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية الأميركية (بان أميركان) فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية عام 1988، والذي أدى إلى مقتل 270 شخصاً بينهم 189 أميركيا.
ضغوط متزايدة
من جهة أخرى، سحب الثوار الليبيون عرضا كان قد تقدموا به في وقت سابق يتيح للقذافي البقاء في البلاد، كما جاء على لسان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل.
وأوضح عبد الجليل في تصريحات صحفية أدلى بها في بنغازي الأربعاء أن المجلس كان قدم -عن طريق مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة عبد الإله الخطيب -عرضا قبل شهر للقذافي يسمح ببقائه في ليبيا شريطة تنحيه عن السلطة، لافتا إلى أن العرض كان قائما لمدة أسبوعين وأن المهلة الممنوحة انتهت عمليا.
ميدانيا، يستكمل الثوار الليبيون في منطقة الجبل الغربي استعداداتهم لشن هجوم كبير على مدينة الغزايا الإستراتيجية قرب الحدود مع تونس حيث تحدث مراسل وكالة رويترز للأنباء عن مشاهدته 20 شاحنة مسلحة تتجه صوب نالوت القريبة من الحدود كما تمركزت نحو 30 شاحنة صغيرة أخرى إلى الشرق منها.
وبحسب ما ذكره متحدث باسم الثوار، شن المقاتلون هجوما محدودا على كتائب القذافي في الغزايا ودمروا ثلاث دبابات، في حين ردت قوات القذافي بإطلاق صواريخ غراد على نالوت دون الإبلاغ عن سقوط ضحايا.
أسلحة مهربة
وذكر تقرير إعلامي جزائري صدر اليوم الخميس أن الجيش الجزائري استرجع خلال أربعة أشهر 218 قطعة سلاح حاول مهربون و"عناصر إرهابية" تهريبها من ليبيا تم نهب أغلبيتها من معسكرات الجيش النظامي الليبي في شرق البلاد.
وأوضح المصدر أن السلطات الأمنية تلاحق شبكات تهريب أسلحة من شرق ليبيا إلى الساحل والصحراء الجزائرية، وتوصلت إلى تحديد هوية مواطنين ليبيين شاركوا في عمليات التهريب وباعوا أسلحة لإرهابيين ومهربين.
وكشف التحقيق أن بعض الذخائر وأجهزة التفجير والقذائف الصاروخية وعددا من الأسلحة الفردية التي تم ضبطها -خلال عمليات الجيش في الجنوب الشرقي للبلاد- مصنوعة في دول غربية مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.