سقط 136 قتيلا في «حمام دم» اثر استباحت الدبابات السورية لـ» مدن الاحتجاج» ضد نظام الرئيس بشار الاسد ، فيما اعتقلت قوات الامن اكثر من 300 شخص. وفي حين القت الحكومة بمسؤولية المجزرة على «الارهابيين»، وصفت السفارة الاميركية في دمشق الرواية الرسمية بانها» خيالية» ، في حين رفض معارضون في المنفى اي تدخل اجنبي في شؤون بلادهم.
وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي «ان 100 مدني قتلوا في حماة برصاص قوات الامن التي رافقت الجيش لدى اقتحامه مدينة حماة». واضاف «ان خمسة اشخاص قتلوا برصاص الامن في عدة احياء من حمص خرج اهلها للتظاهر نصرة لمدينة حماة». كما اشار ريحاوي الى «مقتل 3 اشخاص في ريف ادلب بينهم شخص من بنش وشخص من سرمين واخر في سراقب» عندما خرج اهلها للتظاهر احتجاجا على ما يجري في حماة.
من جهته، اكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان «مقتل 19 شخصا في دير الزور (شرق) و6 اشخاص في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق). كما انتشرت القناصة فوق الاسطحة في مدينة دير الزور، بحسب قربي الذي اوضح ان «اغلب الاصابات كانت في الراس والعنق».
من جهته، اعلن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان «شخصين قتلا في بلدة صوران (ريف حماة) وجرح العشرات عندما اطلق رجال الامن النار على الاهالي الذين خرجوا للتظاهر اثر سماعهم الانباء عن حماة».
وحول العمليات الامنية، قال رامي عبد الرحمن مديرالمرصد السوري لحقوق الانسان «ان قوات من الجيش والامن اقتحمت حماة من عدة محاور واطلق عناصر من الامن النار على اشخاص بالقرب من حواجز اقامها الاهالي». ونقل عن مصدر طبي في احد مشافي المدينة «ان عدد الجرحى كبير ولا طاقة للمشافي على استيعابهم وبخاصة في ظل غياب المستلزمات الطبية اللازمة».واكد احد سكان المدينة «ان خمس دبابات متمركزة الان بجانب قصر المحافظ» مشيرا الى «اطلاق نار متقطع». واشار شاهد اخر الى «اطلاق 4 قذائف من مدرعات بي تي ار (الروسية الصنع) على المدينة».
وابلغ احد السكان وهو طبيب طلب عدم الكشف عن شخصيته ان مدنيا واحدا على الاقل وهو شاب اسمه فارس النعيم قتل في قصف الدبابات في منطقة باب السباع في الحي الشمالي بالمدينة. وقال بالتليفون واصوات اطلاق نيران الاسلحة الالية تدوى في الخلفية ان»الدبابات تهاجم من اربعة اتجاهات. انهم يطلقون نيران اسلحتهم الالية الثقيلة بشكل عشوائي ويجتاحون حواجز طرق مؤقتة اقامها السكان». وقال ساكن اخر ان الجثث ملقاه في الشوارع دون ان يتدخل احد لنقلها وان عدد القتلى سيرتفع. واضاف أن قناصة بالجيش صعدوا الى اسطح شركة الكهرباء الحكومية والسجن الرئيسي. وذكر سكان أن قذائف الدبابات تسقط بمعدل أربع في الدقيقة داخل وحول شمال حماة وأنه تم قطع الكهرباء والمياه عن الاحياء الرئيسية وهوأسلوب يتبعه الجيش في اقتحام البلدات لسحق المحتجين.
ووسط دعوات إلى التبرع بالدم في مستشفيات المدينة ، دعا النشطاء إلى المشاركة بعد صلاة التراويح فيما أسموه «مظاهرات الرد». وأكد النشطاء أن «الشبيحة يعيثون فساداً بالمدينة وأحرقوا مخفر شرطة لاتهام أهل حماة بأنهم مخربين».وقد أعادت أحداث الامس إلى المدينة ذكريات المذابح التي شهدتها عام 1982 على أيدي نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد عندما حاولت المدينة السنية الثورة على الأسرة العلوية الحاكمة.
وبدأت حشود السوريين تخرج في عدة أحياء بمدينة حمص نصرة لأهالي المناطق التي تتعرض حاليا إلى حملات القمع التي يشنها النظام ، وعلى رأسها حماة. أوضح النشطاء أن «شبيحة النظام والأمن يحاصرون عدة مناطق ويطلقون النار عشوائيا على المنازل لإرهاب الأهالي ومنعهم من الخروج نصرة لحماه».
وفي الرواية الرسمية، ، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان «عنصرين من قوات حفظ النظام استشهدا برصاص مجموعات مسلحة فى حماة». واضافت ان هذه المجموعات «قامت باحراق مخافر الشرطة والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واقامت الحواجز والمتاريس واشعلت الاطارات في مداخل وشوارع المدينة». واشارت الى ان «وحدات من الجيش تعمل على ازالة المتاريس والحواجز التي نصبها المسلحون في مداخل المدينة». ونقلت الوكالة عن بعض الاهالي في المدينة «ان مجموعات مسلحة تضم عشرات المسلحين تتمركز حاليا على اسطح الابنية الرئيسية في شوارع المدينة وهي تحمل اسلحة رشاشة وقاذفات ار بي جي متطورة وتقوم باطلاق النيران المكثفة لترويع الاهالي».
وصف مسؤول بالسفارة الامريكية في دمشق الرواية الرسمية عن أعمال العنف في حماة بـ» الخيالية» ، وقال ج.ج هاردر الملحق الصحافي في السفارة «اعتقد اننا نستطيع ان نقول ان هذه حرب كاملة تشنها الحكومة السورية على شعبها». واضاف «ان هذه الحرب الكاملة التي تشنها الحكومة السورية اليوم هي برأيي عمل اخر يدل على الياس التام». وتابع «انهم يقتلون شعبهم، ويرسلون بالدبابات الى مدنهم. هذه مهزلة». وردا على سؤال حول رايه في قول الحكومة ان قواتها تواجه عصابات مسلحة، قال هاردر «توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية انهاالعصابة المسلحة التي تنهب مدنها، هذه هي العصابة المسلحة التي تزرع الرعب في قلوب الكثير من الناس الذين خرجوا للتظاهر سلميا». وقال هاردر ان المسؤولين الاميركيين لا يمكنهم ان يعرفوا على وجه التحديد من هي الجهة التي تحكم في الحكومة السورية.
واضاف «الحكومة ليست وحدة متماسكة ولكنها عبارة عن مجموعة من الجماعات المختلفة داخل الحكومة نفسها».بدوره، قال دبلوماسي غربي مشيرا الى شهررمضان الذي يبدأ في سوريا اليوم «يعتقد النظام انه قد يخيف الناس قبل رمضان وان يبقيهم في المنازل. لكن سكان حماة على وجه الخصوص اظهروا قدرة على التكيف مع الامور».
وفي دير الزورالتي تشهد اليوم الثاني من هجوم تدعمه الدبابات وطائرات الهليكوبتر على المدينة سقط19 قتيلا ، و قال احد السكان وهو مهندس «هناك دبابات في الشوارع لكن معظم القتلى سقطوا على يد المخابرات العسكرية» وذلك في اشارة الى قطاع من الشرطة يقود الهجوم في دير الزور. وقال»اتحاد تنسيقيات الثورة»ان 57 جنديا في دير الزور من بينهم ضابطان برتبتي ملازم ونقيب انضموا الى المتظاهرين وقال ان السكان شكلوا لجانا محلية ونصبوا حواجز مؤقتة في محاولة لوقف تقدم الدبابات والعربات المدرعة الى داخل المدينة. واضاف في بيان ان أرتالا اضافية من الدبابات تتجه الي دير الزور. واضاف ان قوات الامن باستخدامها الاسلحة الثقيلة
فانها تشن حربا على شعبها.
وتحت عنوان «الأحداث على حقيقتها» ، ذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان «مجموعات مسلحة في دير الزور قامت بقطع بعض الطرق واقامة حواجز في شوارع المدينة وترهيب المواطنين. كما هاجمت هذه المجموعات قوات حفظ النظام ومقر شرطة النجدة وسرقت بعض الاسلحة والذخائر». «، مضيفة» عبر أهالي دير الزور عن تخوفهم من أفعال هذه المجموعات المسلحة وأكدوا رفضهم لهذا الاعمال التي تسيء للوطن عامة ولدير الزور وأهلها خاصة» .
وفي شرق البلاد ايضا، قال «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» ان بلدة البوكمال المجاورة للعراق وقعت تحت حصارعسكري شديد مع قطع الماء والكهرباء والاتصالات منذ يوم الجمعة. وقال سكان ان تعزيزات من القوات الموالية للحكومة وصلت الى البوكمال بعد انشقاق 30 جنديا اثر مقتل اربعة محتجين.
وعلى صلة، ذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان «ان تم قطع الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال)الى دمشق في عدة مناطق وخرج الاهالي للتظاهر في خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب في ريف ادلب». واضاف رامي عبد الرحمن ان «سمع صوت اطلاق الرصاص في محيط احياء البياضة ودير بعلبة والخالدية في حمص» مشيرا الى ان «الاتصالات قطعت عن هذه الاحياء». كما اشار الى «حصار كامل للمنطقة واضراب تام في السوق تضامنا مع مايحدث في حماة». وفي ريف دمشق، ذكر مدير المرصد ان «قوات من الامن والجيش اقتحمت فجرا مدينة معضمية الشام وتوزعت الدبابات على المداخل الشرقية والجنوبية والغربية». وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان قوات الامن اعتقلت اكثر من 300 شخص في هذه المدينة التي شهدت انقطاعا تاما للكهرباء والاتصالات». كما اعلن رئيس الرابطة ان «السلطات الامنية قامت باعتقال المعارض وشيخ قبائل البكارة نواف راغب البشير» مشيرا الى ان البشير هوعضو الامانة العامة لاعلان دمشق.
الى ذلك، اعلن معارضون سوريون رفضهم اي تدخل اجنبي في بلدهم خلال اجتماع نظمته منظمة العفو الدولية في الجزائر. وقال عدنان البوش وهو محام سوري مقيم في الجزائر، خلال الاجتماع الذي نظمته لجنة دعم مطالب الشعب السوري بالاصلاح والتغيير في الجزائر، «نحن نرفض اي تدخل اجنبي ونرفض حمل السلاح». واضاف «هذه ثورة سلمية، ليست اتنية، سلاحنا هو الكاميرات والهواتف النقالة. هذه ليست ثورة عرق او حزب بل ثورة شعب».