دمشق، نيقوسيا، عمان، واشنطن، باريس، برلين - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - في وقت اقتحم الجيش السوري مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب، واغتالت قوات الأمن معارضاً بارزاً في دير الزور، انضمت الكويت والبحرين أمس الى المملكة العربية السعودية واستدعتا سفيريهما لدى دمشق للتشاور، ما يهدد دمشق بمزيد من العزلة دولياً وعربياً. في حين طلبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من نظيرها التركي أحمد داود أوغلو الذي يفترض ان يتوجه الى دمشق اليوم أن ينقل الى دمشق رسالة واضحة مفادها أن على السلطات السورية «إعادة جنودها فوراً الى ثكناتهم».
وصدر موقف لافت عن الأزهر الذي شدد على ان الأمور في سورية «جاوزت الحد» وانه «لا بد من وضع حد لهذه المأساة». وفيما دعت فرنسا إلى مرحلة «انتقالية ديموقراطية» معتبرة أن «زمن تهرب السلطات السورية من العقاب قد ولى»، اعتبرت المانيا ان «استمرار (الرئيس بشار) الأسد في استخدام العنف يعني أنه يتخلى عن شرعيته في إدارة مصالح بلده مستقبلاً».
وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد السالم الصباح إن الكويت استدعت سفيرها لدى سورية، وان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيجتمعون قريباً «لمناقشة العنف غير المقبول ضد المحتجين السوريين».
وجاء الاعلان الكويتي بعد أقل من يوم من استدعاء السعودية سفيرها لدى دمشق واستنكار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز استخدام السلطات السورية القوة لقمع الاحتجاجات.
وصرح الصباح للصحافيين في مجلس الأمة (البرلمان) انه «عندما يتجاوز عدد القتلى الابرياء الفين فإن ذلك امر غير مقبول تماماً»، لكنه استبعد اي عمل عسكري ضد سورية.
وبدوره، أعلن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن حمد آل خليفة امس ان المنامة استدعت سفيرها في دمشق للتشاور، وقال في بيان على موقع «تويتر» ان «البحرين تستدعي سفيرها في دمشق للتشاور، وقد ناشدت (السلطات السورية) العودة الى الرشد».
وفي القاهرة، انضم شيخ الأزهر أحمد الطيب الى مطالبي القيادة السورية بوقف العنف فوراً، معتبرا ان «الأمر جاوز الحد» ولا بد من «وضع حد لهذه المأساة العربية الاسلامية». وكرر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إبداء قلقه من التطورات في سورية، معربا عن الامل «بان تتمكن من التغلب على (الازمة) بوسائل سلمية وبدء حوار جدي لإجراء المصالحة المطلوبة من افراد الشعب».
وفي اطار تكثيف الضغوط الدولية على دمشق، دعت فرنسا أمس إلى مرحلة «انتقالية ديموقراطية» معتبرة أن «زمن تهرب السلطات السورية من العقاب قد ولى»، قائلة ايضاً إن إعلان دمشق مؤخراً إجراء انتخابات «مناورة لصرف الانتباه».
بدورها أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل عن قلقها المتزايد من جراء استمرار العنف، وتجاهل دمشق للنداءات الدولية لوقف قتل المدنيين. وقال الناطق باسم الحكومة الألمانية توماس شتيغمانز إن مركل التي صُدمت من مواصلة الجيش السوري قمعه الوحشي للسكان العزل، ورأت «ان إصرار الأسد على رفض الحوار مع شعبه، والاستمرار في استخدام العنف يعني أنه يتخلى عن شرعيته في إدارة مصالح بلده مستقبلاً».
ميدانياً، قال سكان إن قوات الامن مدعومة بالدبابات وآليات عسكرية قامت امس باقتحام مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب واعتقلت العشرات. كما تحدث ناشطون عن تعرض دير الزور إلى «حملة ترويع للإهالي في منازلهم» وإلى استمرار قصف احياء المدينة لليوم الثاني على التوالي، خصوصاً ضاحيتي الحويقة والجورة اللتين اضطر آلاف من سكانهما إلى الفرار. وأفاد سكان ان الاجهزة الامنية بدأت حملة مداهمات واعتقالات بمنطقة الوادي بحي الجورة ما اسفر عن اعتقال 34 شخصاً حتى الآن.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة قتلى هم سيدتان إحداهما مع ابنيها سقطوا امس برصاص قوات الامن في دير الزور.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان الناشط البارز معن العودات قتل في مدينة درعا (جنوب) برصاص الاجهزة الامنية السورية، عندما كان يشارك في تشييع جثمان شهيد في درعا سقط على ايدي اجهزة الامن». وسقط شخصان آخران من المشيعين برصاص قوات الامن.
وفي حمص خرجت بعد صلاة التراويح تظاهرات كبيرة ضد النظام. وقال المرصد السوري إن «قوات الامن قامت بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على المتظاهرين ما ادى الى سقوط جريح على الاقل». وكانت حملة امنية في حمص اول من امس ادت الى مقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً.
إلى ذلك، افادت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) ان الرئيس بشار الاسد عين امس رئيس الاركان العماد داود راجحة وزيراً للدفاع خلفاً للعماد علي حبيب. واشارت «سانا» الى ان العماد حبيب «كان قد ألم به المرض منذ مدة وساءت حاله الصحية في الفترة الماضية».
كما نقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات الجيش... بدأت بالخروج من حماة بعد إنجاز مهمة نوعية تجسدت في حماية حياة المواطنين المدنيين وملاحقة فلول عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة».