في أول رد فعل لجبهة الإصلاح الصوفي، على الدعوة لمظاهرات يوم الجمعة المقبل تحت عنوان "في حب مصر المدنية" للرد على السلفيين وجماعة الإخوان المسلمين الذين طالبوا بتطبيق شرع الله بميدان التحرير، ظهرت بوادر انشقاقات بين أعضاء الجبهة لرفضهم مشاركة الصوفية في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، مؤكدين إن السلفيين والإخوان لاينقصهم شىء عنا لأنهم مسلمون في نهاية الأمر، ومطالبنا واحدة وهي الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية.
وتنظم 4طرق صوفية مؤتمراً صحفياً، اليوم الإثنين، للرد على مشاركة بعض أعضاء الجبهة من الطرق بالمليونية بمشاركة 57حزب وحركة وائتلاف مختلف التوجهات السياسية، بمقر حزب حراس الثورة، بمدينة الشيخ زايد، ولإعلان رفضهم الزج باسم الصوفية في معارك سياسية تبعد عن مفهوم التصوف الإسلامي الذي ينأى بنفسه بعقد تحالفات سياسية ونسيان الجانب الديني.
واعتبر الدكتور محمد الشهاوي، شيخ الطريقة الشهاوية، رئيس المجلس الصوفي العالمي إن مشاركة الطرق الصوفية بالمليونية يعد خلطا بين الدين والسياسية التى ترفضها مبادىء التصوف، وقال الشهاوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور الأصلي": "إننا سوف نعقد تحالفات مع السلفيين خلال الأيام القادمة للاتفاق مع تطبيق الشريعية الإسلامية لأننا مبادئنا واحدة وهي نشر الإسلام الصحيح وعودة الأخلاق إلى الشارع المصري".
وأضاف قائلاً: "توهمت بعض الطرق الصوفية إن السلفيين أعدائنا لأنهم يروج عنهم إنهم يهدمون الأضرحة ويريدون فرض وصايتهم على الشعب المصري، لكن مصالحتنا العامة كتيارات دينية ان نتحالف ونتكاف مع بعضنا البعض خلال المرحلة الراهنة رفع شأن الإسلام بدلا من التناحر فيما بيننا عن طريق القوى العلمانية والليبرالية واليسارية".
في المقابل رفض علاء أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية، مؤسس حزب التحرير المصري، الدعوة إلى التراجع عن المشاركة بمليونية الدولة المدنية للنأي عن الصوفية في الخلافات السياسية واستغلال الأحزاب والقوى السياسية لها، وقال فى تصريحات خاصة ل"الدستور الأصلي": سوف نشارك باسم الطرق الصوفية، والمنشقين عنا ليسوا مصلحين، لأننا نريد مصالح البلاد العليا، ولايمكن السكوت على مشهد جمعة 29يوليو التى رعبت المصريين".
وأشار إلى إن الإسلام دين ودولة، وليس هناك مايسمى بعدم زج الدين بالسياسية، فالإسلام كما نعرف هو التعمير للبلاد، والاحتكام إلى مبادئة السماحة التي ندعوا إليها من خلال التمسك بالمواطنة والدولة المدنية التي تسعى جميع شركاء الوطن، لاستكمال مطالب الثورة المصرية.