كابول، أفغانستان (CNN) -- قال مصدر عسكري أمريكي على إطلاع مباشر بالعمليات الجارية في أفغانستان أن عناصر القوة الخاصة الذين قتلوا في تحطم المروحية فجر السبت كانوا في مهمة تستهدف أحد القادة الكبار في حركة طالبان، على صلة مباشرة بهجمات سابقة ضد القوات الأمريكية.
وقال المصدر الذي تحدث لـCNN طالباً عدم كشف هويته إن مجموعة من قوات النخبة في الجيش كانت قد توجهت إلى ولاية وارداك لتنفيذ العملية، غير أنها حوصرت بنيران معادية، فتوجهت مجموعة من القوات الخاصة إلى الموقع لمساندتها، قبل أن تسقط المروحية التي كانت تقلها.
وبحسب المصدر، فإن الموقع الحالي للقيادي المستهدف في طالبان لم يعد معروفاً.
وكان الجيش الأمريكي قد فتح تحقيقاً واسعاً لمعرفة تفاصيل حادث تحطم المروحية، الذي أسفر عن مقتل 30 من الجنود الأمريكيين، في واحد من أكبر الخسائر البشرية التي يتكبدها خلال يوم واحد.
وأعرب مسؤول عسكري أمريكي عن اعتقاده بأن المليشيات المسلحة تقف وراء تحطم المروحية، التي كانت من طراز "شينوك CH-47"، في الوقت الذي تبنت فيه حركة طالبان مسؤولية إسقاطها ومقتل الضحايا، ومن بينهم 25 من عناصر القوات الخاصة، 22 منهم من قوات "سيلز" - نخبة القوات الأمريكية، وهي ذات الوحدة التي قامت بتنفيذ عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
وفي وقت سابق، كشف مسؤول حكومي بواشنطن لـCNN على أن القتلى من قوات سيلز، لم يكونوا شخصياً من منفذي العملية التي جرت بباكستان مطلع مايو/أيار الماضي.
وأضاف قائلا: " إنها خسارة فادحة.. فالعدد كبير."
ونعى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، القتلى ببيان جاء فيه: "مقتلهم تذكير بالتضحيات الجسيمة التي يقدمها الرجال والنساء في قواتنا، وتلك التي تقدمها أسرهم."
وأعلنت طالبان عن إسقاط المروحية بقذائف "أر بي جي"، وهي في طريقها لمهمة "تدخل سريع" لتقديم الدعم لقوة عسكرية طوقها مسلحون بعد مواجهات ضارية.
وأثار الحادث تساؤلات إزاء أسباب تنقل قوات النخبة في مروحية "شينوك"، التي تعد الأكثر استخداماً لنقل الجنود إلى أرض المعارك، وليس مروحيات متطورة، كتلك "الشبح" التي استخدمت في عملية اجتياح مقر بن لادن في منطقة "أبوتاباد" بباكستان في مايو/أيار الماضي.
وشرح العميد المتقاعد، مارك كيميت، للشبكة قائلاً: "سرعتها نحو 175 ميلاً في الساعة، وتتسع لـ55 جندياً.. إنها الآلة المميزة في المعارك، إذا كانت لديهم مهمة تتطلب أعدادا كبيرة من القوات لنقلها براً بشكل سريع، فلمثل هذا النوع من البيئة، ليس هناك أفضل منها."
وتنفذ القوات الخاصة الأمريكية عمليات سرية ليلية، بشكل شبه يومي، ضد أهداف للمسلحين في مناطق ساخنة بأفغانستان كمنطقة "وارداك"، التي تحطمت فيها المروحية.
ويلزم القادة العسكريون الصمت حيال الحادث، نظراً لأن عمليات استعادة الجثث وبقايا الطائرة مازالت قائمة، كما لم تشر "قوات المساعدة الأمنية الدولية" - إيساف - إلى تفاصيله.
وقالت السفارة الأمريكية في كابول، إن المروحية تحطمت ليل الجمعة، وأن "إيساف" لا تزال تعمل على تقييم ملابسات الحادث الذي تسبب في إيقاع أكبر خسارة بشرية تتكبدها القوات الدولية في يوم واحد.
وذكر أحد سكان العاصمة الأفغانية، كابول، أن إسقاط المروحية "يظهر بأن طالبان مازالت قوية للغاية ولم تهزمها الولايات المتحدة."